تحظى الفنانة اللبنانية الكبيرة، سميرة توفيق، منذ سنوات عدة، برعاية كريمة من دولة الإمارات، التي تقيم بها في العاصمة أبوظبي، لمتابعة علاجاتها الدورية.
ولغيابها الطوعي عن الساحة الفنية، بسبب تقدمها بالعمر، لم تعد الفنانة التي حفرت تاريخاً فنياً كبيراً بأعمالها الشهيرة، مثل: “يا هلا بالضيف”، و”أسمر خفيف الروح”، و”بيع الجمل يا علي”، و”بسك تيجي حارتنا”، و”أيام اللولو”، و”وين ع رام الله”، و”ما أقدر أقولك”، وغيرها من الأعمال الخالدة في ذاكرة الناس، تقدم المزيد من الأغنيات والأفلام، وارتاحت للإقامة في رعاية كريمة من شيوخ الإمارات.
وصباح يوم أمس الثلاثاء، سيطرت حالة من الحزن على عشاق ومحبي فن سميرة توفيق، بعد انتشار خبر وفاتها، الذي سرعان ما نفته ابنة شقيقتها، الإعلامية لينا رضوان، التي استنكرت نشر وتعميم خبر الوفاة من قبل أحد المواقع الصحافية العربية، دون الرجوع إلى عائلتها، وسرعان ما عادت البسمة للجمهور، بعد نفي لينا خبر الوفاة، وتأكيد أن الفنانة الكبيرة على قيد الحياة وتتمتع بصحة جيدة، وقالت لينا، في بوست لها على صفحتها على موقع “فيسبوك”: “صباحكم يا حبايب سميرة توفيق. في ناس نشروا أخبار مغلوطة عن الست سميرة، ليه طيب ما اتأكدتوا قبل ما تنشروا خبر عار عن الصحة، سميرة توفيق مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي، في فيلتها الرائعة المهداة لها من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) حفظها الله ورعاها، وبرعاية دولة الإمارات الحبيبة. وسميرة تتلقى جميع علاجاتها الدورية في مستشفى كليفلاند أبوظبي، وأكرمها الله بكرم شيوخ الإمارات جميعاً، والاهتمام الكبير من مكتب سمو الشيخ عبدالله بن زايد، حفظه الله ورعاه”.
سميرة توفيق من مواليد 25 ديسمبر 1935، اشتهرت بالغناء باللهجة البدوية، وقدم لها الشعراء والملحنون من لبنان وسوريا والأردن العديد من الأغاني التي نالت شهرة عربية، منها: “حسنك يا زين”، و”أسمر خفيف الروح” من كلمات وألحان الفنان الأردني الراحل توفيق النمري، وهما الأغنيتان اللتان كانتا بداية شهرتها.
ولدت سميرة توفيق لعائلة أرمينية مسيحية، وكانت والدتها نعيمة ربة منزل، ولها ستة أبناء: جانيت، ونوال، وسميرة، وشارل، وجورج ومانويل، أما والدها غسطين، فكان يعمل في ميناء بيروت.
ومن أطرف الحكايات حول بدايات المطربة الكبيرة فنياً، أن عائلتها كانت ترافقها في تنقلاتها، فعرفت بالمطربة صاحبة الأسطول السادس، وبعد انطلاقتها من بيروت أوائل الستينات تبنتها الإذاعة الأردنية، من خلال أغنية بعنوان “بين الدوالي”، فغنت عبر أثيرها مباشرة على الهواء للشاعر جميل العاصي، وبعدها تتابعت الأغاني، وانتشرت أغانيها في لبنان والبلدان العربية، خصوصاً أنها تميزت بلهجتها البدوية، ما أعطاها لوناً خاصاً.
تعاونت سميرة، خلال مشوارها الفني، مع عدد من الملحنين والشعراء في لبنان والعالم العربي، من بينهم: عفيف رضوان، وعبدالجليل وهبي، ومحمد محسن، ورفيق حبيقة، والياس الرحباني، وزكي ناصيف، وملحم بركات، وإيلي شويري، ووسام الأمير، وفيلمون وهبي.
كما كانت من أولى الفنانات العربيات، اللاتي دخلن السينما المصرية، فقدمت العديد من الأفلام الناجحة، مثل: “حسناء البادية”، و”البدوية العاشقة”، و”فاتنة الصحراء”، و”الاستعراض الكبير”، ومن أشهر أعمالها الدرامية في لبنان مسلسل “سمرا”.
وكانت “زهرة الخليج” حظيت بفرصة إجراء لقاء حصري مع الفنانة القديرة سمير توفيق قبل عامين، تحدثت خلاله عن حالتها الصحية، وعن أبوظبي مدينة السلام والحضارة، وكشفت العديد من الأمور الأخرى حول حياتها، مستعيدة الكثير من الذكريات والصور.