لماذا يصاب طفلك بفرط الحركة ؟

معروف طبياً أن فرط الحركة عند الأطفال، أحد اضطرابات النمو العصبية، التي تصيب بعضهم في مرحلة الطفولة، وتستمر حتى مرحلة البلوغ، ومرحلة الرشد بأشكال وأعراض مختلفة.

ويربط أطباء علم الوراثة الأمر بالتاريخ العائلي المرضي، أو لتعرض الأم أثناء فترة الحمل لإصابات مرضية، ومن أبرز أعراضه: التشتت وعدم الانتباه، والصراخ والحركة الزائدة، وعدم قبول الأطفال المدركين لما حولهم الانصياع لرغبات آبائهم أو معلميهم بالهدوء والسكون، وتجدهم دائماً في حالة هيجان غير معروفة السبب.

ويلجأ الأطباء، عادة، إلى علم تعديل السلوك التربوي، للسيطرة على المرض، فضلاً عن استخدام المهدئات، لكن الأمر يحتاج لرعاية الطفل بصورة أشمل ومتابعته، كون المصاب إضافة إلى حركته الدؤوبة والدائمة، يعاني عدم الانتباه والتشتت.

تشير دراسة جديدة نشرتها، مؤخراً، مجلة جمعية علم النفس الأميركية، إلى أن الأطفال مفرطي الحركة، يكونون أقل نجاحاً في الحياة العملية مستقبلاً، وأكثر تعرضاً للإصابة بالأمراض، بناءً على دراسة طبية مسحية، شملت أكثر من 15 ألف شخص، شاركوا في الدراسة الوطنية لتنمية الطفل في المملكة المتحدة، حيث يتم تتبع مسار حياتهم منذ الطفولة وحتى سن الأربعين، وجرى اختيار هذه العينة من الأشخاص من مواليد ذوي أسبوع من عام 1958، ويقطنون إنجلترا واسكتلندا وويلز.

وتابع الباحثون حالات فرط النشاط في المدرسة والمنزل وأماكن اللعب، كما أجاب هؤلاء عن أسئلة محددة ومباشرة، تتعلق بتعليمهم وأسلوب حياتهم، ولياقتهم البدنية، والأمراض المزمنة التي يعانونها.

ويبين موقع “مايو كلينك الطبي” طرقاً لأساليب علاج الأطفال من فرط الحركة، تتضمن: تناول الأدوية، التعليم، الاستشارات النفسية، والتدريب على تعلم المهارات، حيث يوصي أطباء الموقع بدمج كل هذه العلاجات معاً.

ويشير الأطباء إلى أن العلاج الكامل صعب، لكنه ليس مستحيلاً، كما أن الأمر يحتاج لبعض الوقت، حتى يعود الطفل إلى مساره الطبيعي نوعاً، ويصبح قابلاً للاستجابة.

ويتلقى الطفل علاجات تعزز عمل الناقلات العصبية في الدماغ، وتعمل على تهدئة فرط النشاط الزائد، وإلى جانب ذلك تحسن الاستشارات النفسية سلوك الطفل، حيث تعطي جلسات النقاش الإرشادي النفسي نتائج مثمرة عادة، حيث يسعى الطبيب المختص إلى تحسين إدارة الوقت والمهارات التنظيمية، وتعليم الطفل كيفية السيطرة على سلوكه الاندفاعي، وتطوير مهارات إيجاد أفضل الحلول للمشكلات، والتعامل مع الإخفاقات الدراسية أو المهنية أو الاجتماعية السابقة بصورة جيدة، وتحسين طريقة التقدير للذات، وتعلم طرق تحسين العلاقات مع العائلة والزملاء في العمل، ووضع استراتيجيات للتحكم في الأعصاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *