دخلت السينما على خط الدمية barbie، وغطت شريطاً بالكامل باللون الزهري، وقامت بمحاولة أنسنة هذه الدمية لنراها في صورة الأوسترالية مارغوت روبي، ومعها صديقها اللدود كين يجسده الكندي ريان غوسلينغ، والإخراج للأميركية غريتا غيرويغ.
“شريط مبهر”، بحسب ما وصف بعض النقاد فيلم “باربي” الذي بدأ عرضه في مختلف دول العالم، ولكنه إشكالي أيضاً وتعرض لانتقادات عدة، من خلال ما تم تحميله لشخصية الدمية باربي معان عدة، وإشكالات عبر سيناريو تقاسمت المخرجة صياغته مع نواه بونباخ، حافظا فيه على أجواء الدمية الشقراء، والتي تم الإستعانة بالممثلة الأوسترالية مارغوت روبي لأداء دورها، خصوصاً مع توجه النص لتحويل باربي إلى إمرأة حقيقية ودفعها لتكون عضواً في المجتمع البشري.
ينجح الشريط في استعراض مقومات باربي الدمية في البداية، ثم إمرأة بعد ذلك، كما تم استغلال قوة حضور روبي في الشخصية لأنها وجه قادر على إصطناع الفرح، مما أعطى الدور المجال للرهان على أدوار أكبر وأهم في وقت لاحق.
كل الأجواء متاحة لاستعراض مهارات المخرجة إلى قوة أداء روبي، ومعها صنوها في الإضاءة كين مع غوسلينغ، وقد خلع كل أدواره المعروفة واعتمر شخصية شبابية رياضية تبحث عن معنى الحياة في كل متاعها.
يبدو الممثل جريئاً في قبول الدور- هو اعترف بتردده في قبوله – بدا فيه متقدماً جداً، لأنه ينسف كامل صورته القديمة كواحد من أبرز النجوم الوسيمي الطلعة في هوليوود، وسرعان ما بادر أكثر من ناقد غربي، لترشيحه بقوة كي يكافأ على دور كين بأوسكار أفضل ممثل.
ولا تقل روبي قيمة في أدائها عن غوسلينغ، لكن أحداً من الأقلام لم يأت على سيرتها وهي الضوء الساطع في عموم الفيلم على مدى ساعة و 54 دقيقة. وأكثر ما يلفت فيها هو هذا الشغف وهذا الإندفاع في الدخول إلى عمق الشخصية وجعلها حية على طول الخط.
المهم في تركيبة الفيلم هو الحل الذي تم التوصل إليه. فالذي حصل، هو أن الدمية حاولت أن تكون آدمية ، لكنها إصطدمت بمعوقات أساسية حالت دونها، وإمكانية الإنخراط في اللون المجتمعي السائد، بما يعني أن حياة الدمية ما زالت أفضل.
ولذا كان الحل بترك الدمية على حالها، والحفاظ على النسخة الآدمية ولكن تحت إسم وهمي: هاندلر باربرا، وتظهر في الشريط السيدة روث هانسلر مبتكرة شخصية باربي التي تلتقي بـ روبي وتنصحها، بأن تبقى حاضرة كإنسانة مرتاحة ولا أحد يعرف شخصيتها الحقيقية.
ويشارك في لعب أدوار بارزة في الشريط: عيسى راي، كايت ماكينون، ألكسندرا شيب، إيما ماكاي، هاري نيف، شارون روني، آنا كروز كاني، ريتو آريا، بينما إستعانت المخرجة بـ 38 مساعداً لها خلال التصوير. وهي أعلنت أن أجواء من المرح والحبور سادت أجواء التصوير، وهو أحد الأسباب الرئيسية في النجاح التجاري والنقدي الذي عرفه الفيلم، وجعله في صدارة الإيرادات متجاوزاً من وقت لآخر منافسه اللدود: أوبنهايمر.