الكاتب: رامي مهداوي
يتطلب فهم التغيير السياسي أن ننتبه ليس فقط لكيفية انتشار الخطاب من المسؤولين بمختلف مواقعهم؛ والنخب الأخرى عبر وسائل الإعلام إلى المواطنين العاديين، ولكن أيضًا كيف يمكن أن توجه الخطابات.. الآراء… المناشدات… التعليقات السياسية الجديدة من القاعدة إلى القمة.
وفي حالتنا الفلسطينية في ظل مختلف تطور أدوات التواصل الإلكتروني الإجتماعي، أصبح هناك حالة من الفوضى والتشرذم وإضعاف صناعة رأي عام قوي موحد اتجاه أي قضية سياسية، لكنه نجح بشكل نسبي في القضايا الإقتصادية والإجتماعية.
السؤال هنا ما هي الدرجة التي يستطيع صوت الشارع الوصول لها، أي الدرجة التي يمكن أن يؤثر بها تأطير القضايا في الخطاب العام أثناء معارك السياسة على الفهم السياسي للقضايا وبالتالي تغيير سياسة ما هو على المحك؟!
في العصر الحالي التلاعب بوسائل الإعلام من قبل النخب السياسية يستخدم بكل وظائفه لبناء الواقع الاجتماعي والسياسي المنشود، ويلزم الأفراد للعيش في ظل ظروف جماهيرية خلقتها السياسة والإعلام. هذا الضغط يعطل العلاقة بين الإعلام والجمهور ويؤدي في هذه الأثناء إلى ولادة القيم الأخلاقية الضرورية لوجود وسائل الإعلام.
بغض النظر عن الظروف ومجال الإعلام والاسم، يمكن أن يكون البقاء في صالح المجتمع أمرًا ممكنًا مع وجود إعلاميين يتصرفون بطريقة أخلاقية. خلاف ذلك، يمكن تشكيل الوسائط مع كل حالة فردية وستفقدها في النهاية المسؤولية الأيديولوجية.
علينا الانتباه إلى كيفية فهم الواقع الذي أوجدته وسائل التواصل الإجتماعي والسياسة من قبل الجمهور والأفراد في هذا السياق، الأيديولوجية الرئيسية، وتأثير وسائل الإعلام، والعلاقة مع الجمهور. في إطار الواقع السياسي، التي يستخدمها بشكل عام قادة السياسة، وعادة ما ترتبط بالطريقة من استخدام اللغة.
وسائل الإعلام التي أصبحت صناعة مهمة مع تطور التكنولوجيا، في اكتساب وظائف اقتصادية وسياسية، التبعية العمياء تؤثر في وسائل الإعلام والسياسة في بعض الأحيان إلى نقل المعلومات كما هي مرغوب فيه وأحيانًا ينتهي بخلق واقع جديد تمامًا. على حد سواء من أجل الاعتماد على السياسة وأيضًا لعدم كونها موضوعية ومستقلة من وجهة النظر الاقتصادية – السياسية، فهي غير قادرة على الوفاء بأهميتها ومسؤوليتها.
مشكلة مصداقية وسائل الإعلام التي تمتلك قوة التأثير على المجتمعات والأفراد والشركات والمؤسسات والسياسيين أصبحت ضعيفة أكثر من ذي قبل مع وسائل التواصل الإجتماعي المتنوعة والأدوات ومع التحسينات التكنولوجية.
برأيي _وربما أكون مخطئ_ وسائل التواصل الإجتماعي أضعفت وجود وخلق قوة تتحول بشكل أساسي لتشكيل أيديولوجية شعبية نضالية اتجاه اي قضية سياسية؛ وخلق محيط صاخب هائج من تدفق المعلومات غير المنضبط. على الرغم من أننا إستفدنا فلسطينياً في تعرية الإحتلال على الصعيد العالمي لكننا نستطيع أيضاً أن نكون أكثر تأثيراً وأوسع إنتشاراً….