كتب شريف الهركلي
سنروي حكاية من الحكايات، التي تحاكي الرواية الفلسطينية وماكينتها المعطلة، حكاية القوة الصاروخية الناعمة “السينما الفلسطينية”، التي تبحث عن مستقر لها وتحلم بعمل سينمائي عالمي يجسد قضيتها على غرار فيلم أسد الصحراء (عمرالمختار)، الذي أخرجه مصطفى العقاد وقام ببطولته الممثل العالمي أنطوني كوين، والذي قام بأداء دور القائد الليبي عمر المختار في محاربة جيش موسوليني الطلياني قبيل الحرب العالمية الثانية.
وكانت لغة الفيلم هي اللغة الإنجليزية، وترجم للعربية، لماذا لا ينتج الفلسطينيون عملا ضخما بنفس
المستوى، على صعيد الإخراج والإنتاج وعالمية الممثلين، وجودة السيناريو حتى أدق التفاصيل لمخاطبة عقول ومشاعر غير عربية؟!.
العقاد يرد على السؤال: “لماذا لم تأت ببطل مسلم ليجسد دور عمر المختار وأتيت بالنجم (أنتوني كوين)؟ قال لهم: (لكي يقتنع الغربيون بقضيتنا وبالظلم الذي لحق بنا، لا بد من تقديم قضيتنا من خلال وجوه يعرفونها ويحبونها، فلا أحد في الغرب سيشاهد فيلماً عن العرب يقوم به العرب، ولكن بهذه الطريقة نقوم بلفت نظرهم وحثهم على مشاهدة ما نقدمه وبالتالي تفهم حقيقتنا ومعرفة قضايانا).
قوة الإعلام هي التي تغذي الماكينة الإعلامية وتنعش روح الرواية، خاصة ان كانت بحجم وعدالة وتعقيد قضيتنا الفلسطينية، لنستطيع مجابهة كذب الرواية الإسرائيلية.
حيث أن إنتاج الأعمال الوطنية السياسية الفلسطينية والعربية يستهدف جمهوراً عربياً وللأسف أهمل تعبئة الرأي العام العالمي.
وفي قراءة في كتاب”الماسونية” أفعى ذات رؤوس ثلاثة، نكتشف أن المال والإعلام من زوايا مثلث القوة الذي يحقق المكاسب السياسية، ومقولة رددها الزعماء “إذا أردت امتلاك العالم عليك بالمال والإعلام “.
أين نحن في العالم العربي مما يشبع أحلام شعوبنا، بل ان هناك مقولة شهيرة يرددها المثقفون العرب من حين لآخر (الدعاية غلبت ألمانيا) أي في الحرب العالمية الثانية، ولكن مع الأسف، ربما من باب التمسك بالعادات العربية السيئة، حتى المثقفون أنفسهم الذين يرددون هذه المقولة لم يفلحوا في تطبيقها لصالح قضاياهم، ندور كالساقية حول أنفسنا في العالم العربي، نخاطب أنفسنا وشعوبنا المسلوبة، ولا نتيح لأولئك المطحونين في عجلة الفقر والقهر السياسي، دعم ومساندة قضيتهم التي يؤمنون بها ولا تضيف بها ولا تضيف لهم الأعمال السينمائية الروتينية الهابطة شيئا عن قضاياهم العادلة
ما الجدوى من الاستمرار في التحرك الدائري في نفس الحلقة دون محاولة التأثير في الجماهير الغربية الأقوى تأثيراً لصالح قضيتنا والتي تقيم في بلدان ديمقراطية تكفل لها أنظمتها كحد أدنى حق التجمع والتعبير والتظاهر والتأثير، لكسر معادلة العبودية للشعوب المظلومة.
رسالتنا…
إلى وزارة “الثقافة” و”الإعلام” الفلسطينية:
ما الفائدة من وجودكم إن لم تفلحوا في “تثقيف” و”إعلام” العالم الغربي قبل العربي بقضية فلسطين التي من المفترض أنكم تمثلونها ضمن وزاراتكم المهترئة؟ فالفن المقاوم هو أقوى ساحة نضالية في تاريخ الثورة الفلسطينية.