واشنطن – المواطن
لفت مقال بمجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) إلى إمكانية أن يصعّد اليمين المتطرف الإسرائيلي حرب الطائرات المسيرة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين؛ فلطالما دفعت حركة المستوطنين بالإستراتيجية العسكرية إلى التطرف، والآن أصبحت في الحكومة الإسرائيلية.
وقالت كاتبة المقال صوفيا غودفريند (وهي حاصلة على الدكتوراه في علم الإنسان من جامعة ديوك الأميركية) إن الغارات الإسرائيلية بالطائرات المسيرة على المدن الفلسطينية الكبرى ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية أصبحت حدثا أسبوعيا منذ سلسلة الهجمات التي شنها مهاجمون فلسطينيون في مدن إسرائيلية كبرى أودت بحياة 19 إسرائيليا في الربيع الماضي.
وإجمالا كان عام 2022 أكثر الأعوام دموية لفلسطينيي الضفة الغربية منذ عام 2005، إذ قتلت النيران الإسرائيلية 146 فلسطينيا حتى نهاية العام، وفقا للأمم المتحدة. وقتلت إسرائيل بالفعل 17 فلسطينيا من الضفة الغربية هذا العام، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “بتسليم”.
وذكرت الكاتبة أن الجيش الإسرائيلي صعّد الأمر في سبتمبر/أيلول 2022 بالموافقة على استخدام المسيرات المسلحة في العمليات بالضفة الغربية، رغم نفيه ذلك، حيث تفيد روايات شهود عيان بإطلاق طائرة مسيرة صاروخا بنابلس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقالت إن هذا التصعيد الإسرائيلي لحرب المسيرات هو نتيجة التحولات الديموغرافية التي مكنت المستوطنين من التأثير على الإستراتيجية العسكرية.
منذ أواخر عام 2010، استخدمت حركة المستوطنين اليمينية مسيرات استطلاع لمراقبة المجتمعات الفلسطينية وترهيبها، والآن أصبحت في مناصب وزارية بارزة في الحكومة الجديدة، ودعا اليمين الإسرائيلي الجيش إلى استخدام طائرات مسيرة مسلحة لإلقاء قنابل على المدن الفلسطينية الكبرى واستئناف الاغتيالات المستهدفة في الضفة الغربية
فمنذ أواخر عام 2010، استخدمت حركة المستوطنين اليمينية مسيرات استطلاع لمراقبة المجتمعات الفلسطينية وترهيبها، والآن أصبحت في مناصب وزارية بارزة في الحكومة الجديدة، ودعا اليمين الإسرائيلي الجيش إلى استخدام مسيرات مسلحة لإلقاء قنابل على المدن الفلسطينية الكبرى واستئناف الاغتيالات المستهدفة في الضفة الغربية.
ولكن في غزة توسع استخدام الطائرة المسيرة في غزة ليصبح سمة مميزة للإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، بعد ما يسمى “فك الارتباط” في عام 2005، عندما أجلت إسرائيل القوات البرية والمستوطنات من الأراضي المحاصرة. واعترفت إسرائيل علنا فقط باستخدام طائرات مسيرة لضرب 170 هدفا في غزة العام الماضي.
وتابعت الكاتبة أنه على مدى العقد ونصف العقد الماضيين كشفت التحقيقات الصحفية عن أن القصف الجوي الإسرائيلي المنتظم بالطائرات المسيرة على غزة أسفر عن مقتل المئات، بمن فيهم نساء وأطفال تم تحديدهم خطأ على أنهم نشطاء. ويقول الأطباء إن العديد من سكان غزة يعانون الآن من صدمة “القلق الاستباقي”، ويتساءلون عما إذا كانت المسيرات التي تطن فوق رؤوسهم ستضربهم وتقتلهم.
وأضافت أنه في مايو/أيار 2021، أثناء النزاع الأخير بين إسرائيل وحماس، بالإضافة إلى هجوم أغسطس/آب 2022، ضربت أسراب من المسيرات المسلحة تعمل بالذكاء الصناعي مدينة غزة خلال القصف الإسرائيلي على القطاع.
وقالت إن تصعيد حرب المسيرات في الضفة الغربية هو نتيجة نفوذ المستوطنين على الجيش الإسرائيلي، الذين طالما كانوا من المؤيدين الصريحين لاستخدام الجيش لها في الضفة الغربية، مستخدمين مسيرات الاستطلاع الصغيرة الخاصة بهم للتجسس على الفلسطينيين وتنسيق عمليات هدم المنازل الفلسطينية وقمع الاحتجاجات السلمية مع القوات الإسرائيلية.
وختمت غودفريند مقالها بأنه حتى لو لم تقم الحكومة الجديدة بإلقاء القنابل بعد، فقد غيرت الطائرات المسيرة بالفعل حياة المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية، مشيرة إلى ما قاله الطبيب النفسي عبد الرحمن مسامح من منظمة “أطباء بلا حدود” إن “الحكومات الإسرائيلية السابقة لم تفعل شيئا على الأرض، مثل دفع خطة سلام أو منحنا حقوقا حقيقية.