أبو ظبي – المواطن
أجرى وزير الشؤون الإستراتيجية في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، رون ديرمر، زيارة سرية إلى أبو ظبي، اجتمع خلالها مع مسؤولين إماراتيين، بحسب ما نقل موقع “واللا” عن “مصادر مطلعة”، مساء اليوم، الإثنين.
وأفاد التقرير بأن ديرمر بحث مع المسؤولين في أبو ظبي، تفاصيل الزيارة المحتملة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى الإمارات، بالإضافة إلى عدد من الملفات الثنائية.
وكان نتنياهو قد أعلن أنه يعتزم زيارة الإمارات خلال جولته الخارجية الأولى بعد تنصيب حكومته الجديدة، وكان قد خطط بالفعل للسفر إلى أبو ظبي، لكن الزيارة تم تأجيلها، في أعقاب اقتحام وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى.
وذكر التقرير أن اقتحام بن غفير للأقصى، الذي أدانته الإمارات، خلق توترات على الصعيد الإقليمي، جعلت من الصعب تنسيق موعد جديد بين تل أبيب وأبو ظبي، بشأن زيارة نتنياهو المحتملة.
وأشار التقرير إلى أن “مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي رافق ديرمر خلال الزيارة”، وذلك نقلا عن أحد مصادره؛ وأوضح أن زيارة ديرمر إلى أبو ظبي هي الزيارة الأولى لوزير إسرائيلي إلى الإمارات، منذ تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل.
يعتبر ديرمر الوزير الأقرب لنتنياهو وهو مسؤول نيابة عنه عن العلاقات مع الولايات المتحدة والصراع ضد إيران والاتصالات مع السعودية وجهود توسيع “اتفاقيات أبراهام” للتطبيع مع العالم العربي، وهي “المواضيع الإستراتيجية الأكثر إلحاحا” في السياسة الخارجية الإسرائيلية.
وأفاد التقرير بأن نتنياهو قام بعدة زيارات سرية إلى الإمارات، قبل توقيع “اتفاقيات أبراهام” للتطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب، لكنه لم يزرها قط رسميًا وعلنيًا؛ وحاول نتنياهو في أربع مناسبات، تنسيق زيارة إلى أبو ظبي، لكن تم تأجيل الزيارة مرة تلو الأخرى.
وحتى نهاية ولاية حكومته السابقة في حزيران/ يونيو عام 2021، لم يسمح نتنياهو لوزراء حكومته بزيارة الإمارات، نتيجة لذلك، كانت الزيارة الأولى لوزير إسرائيلي إلى الإمارات بعد تشكيل حكومة بينيت – لبيد، كان وزير الخارجية آنذاك، يائير لبيد أول من زار الإمارات في حزيران/ يونيو 2021، وافتتح سفارة إسرائيل في أبو ظبي.
وكانت مصادر في مكتب نتنياهو قد نفت وجود علاقة بين تأجيل زيارة الأخير لأبو ظبي وبين تسلل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، بن غفير، إلى المسجد الأقصى صباح اليوم، وحقيقة أن الإمارات نددت رسميا بتسلل بن غفير لباحات الأقصى في الثالث من كانون الثاني/ يناير الجاري.
وأدانت الإمارات بشدة تسلل بن غفير إلى المسجد الأقصى بحماية القوات الإسرائيلية، وأفادت وكالة أنباء الإمارات بأن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، جددت، في بيان، “موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، وعلى احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى”.
ودعت الوزارة الإماراتية السلطات الإسرائيلية إلى “خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”. وفي بيانها شددت الخارجية الإماراتية “على أهمية دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدمًا، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.