مخاطر كبيرة لبرنامج “تشات جي بي تي”.. يتمتع بذكاء اصطناعي خارق

بات برنامج “تشات جي بي تي” محط اهتمام الباحثين في غوغل، بسبب منافسته للعديد من التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي حول العالم.

وروبوت المحادثة تشات جي بي تي، الذي أنتجته الشركة الناشئة في كاليفورنيا، أوبن إيه آي، صمم كي يقلد الإنسان بالمحادثات ويمكنه أن يكتب الشعر في حال طلب منه، أو الإجابة على أسئلة معقدة تطرح ضمن مجموعة متنوعة من الأساليب. ويقول مبتكروه إن أكثر من مليون شخص استخدموه خلال الأسبوع الأول من إطلاقه.

إلا أن خبير التحول الرقمي، والأستاذ الجامعي، بول سمعان، أشار إلى نقاط ضعف في البرنامج ربما تساعد “المقرصنين والإرهابيين والمجرمين”. وعددها وفق الشكل الآتي:

إمكانية استخدام البرنامج من قبل مخترقين ومقرصنين لتطوير برامج خبيثة أو فيروسات، إضافة إلى إمكانية مساعدتهم على اختراق برامج أو مواقع إلكترونية.

يقود هذا البرنامج إلى نقاط ضعف في برامج أخرى يمكن استغلالها لتنفيذ هجمات إلكترونية.

صمم البرنامج بشكل ألا يجيب مباشرة على الأسئلة بشأن كتابة تشفيرات برامج أخرى، إلا أنه يمكن أن يطرح المقرصن الأسئلة بطرق ملتوية وغير مباشرة، ويحصل على أجوبة تساعده بتنفيذ مبتغاه غير القانوني.

بإمكان المستخدم سؤال البرنامج عن كيفية صناعة قنبلة والتحضير لعملية إرهابية بطريقة غير مباشرة.

يساعد البرنامج التلاميذ والطلاب على الغش، والتوقف عن تشغيل مخيلتهم ومنطقهم لإيجاد الحلول.

وكذلك يمكن أن يُستخدم التطبيق لخداع المستخدمين، من خلال إرسال رسائل إلكترونية بهدف الحصول على معلومات شخصية بحسب “الحرة”.

وأقرت شركة أوبن إيه آي، أن أداة البحث تميل نحو إعطاء إجابات تبدو معقولة، ولكنها غير صحيحة أو غير منطقية بشكل كامل، وهي مشكلة يصعب حلها، وفق رويترز.

ويحتوي نموذج الذكاء الاصطناعي على مجموعة بيانات كبيرة جدا من النصوص. وفعليا، ما يفعله النظام، هو أنه يواصل كتابة ما يتضمنه من بيانات.

ويمكن لـ” تشات جي بي تي”، أن يجري حوارا والإجابة على الأسئلة، وتحديد الأخطاء، ورفض الطلبات غير المناسبة. فهو قائم على نموذج إحصائي يتنبأ بالكلمة التالية في سلسلة من الكلمات، حسب رويترز، وهذه التقنية ليست جديدة، حسب الخبير في المجال الرقمي تيم سكارف، الذي يوضح أن الأمثلة الأولى منه تعود إلى التسعينيات.

ويشير سكارف إلى أنه “منذ ذلك الحين، أصبحت هذه الشبكات أعمق، وتتضمن كمية هائلة من البيانات. ومنذ التسعينيات، بدأ المطورون في المجال التكنولوجي يذهبون بعيدا في تصميم مثل هكذا برامج، وآخرها طرح الأسئلة عليها، من الأسئلة في مجال الرياضيات وصولا إلى معادلات لم يزود بها أصلا، ومن هنا أخذت هذه البرامج تتطور وتعطي بعض النتائج المذهلة”.

ويمكن لأداة مثل تشات جي بي تي أن تستخدم في التسويق الإلكتروني، وتطوير المحتوى عبر الإنترنت، وخدمة العملاء، أو للمساعدة في تصحيح الأخطاء البرمجية، حسب رويترز.

ومنذ إتاحته في أواخر نوفمبر، استخدم تشات جي بي تي لإنشاء مقالات وقصص وكلمات أغان أصلية استجابة لمطالبات المستخدم. وصاغ ملخصات أوراق بحثية خدعت بعض العلماء. حتى أن بعض الرؤساء التنفيذيين استخدموه لكتابة رسائل البريد الإلكتروني أو القيام بأعمال محاسبية، وفق سي أن أن.

وبالنسبة لمايكروسوفت، فإن دمج أداة تشات بوت يمكن أن يجعل منتجات البرامج الأساسية أكثر قوة. ومن الاستخدامات المحتملة؛ كتابة سطور نصية لعرض تقديمي لـPowerPoint، أو كتابة مسودة لمقال في Word أو القيام بإدخال تلقائي للبيانات في جداول بيانات Excel وبالنسبة لمحرك بحث Microsoft Bing ، يمكن أن يوفر تشات جي بي تي نتائج بحث أكثر تخصيصا، وتلخيصا أفضل لصفحات الويب.

ومن الأمور التي أثارت ضجة أيضا، تَمكُن روبوت المحادثة تشات جي بي تي، من أن يجتاز، ولكن بصعوبة، امتحانات إحدى كليات الحقوق الأمريكية بعدما كتب نصوصا عن موضوعات عدة كالقانون الدستوري والضرائب.

وتثير براعة روبوت الدردشة الذي يتغذى من كميات كبيرة من البيانات المنشورة على الإنترنت ويستطيع كتابة نصوص ردا على أسئلة بسيطة، إعجاب العديد من مستخدمي الإنترنت، ولكن أيضا مخاوفهم.

ودفعت بعض النتائج المقنعة جدا أساتذة في عدد من الجامعات إلى إبداء قلقهم من خطر انتشار الغش على نطاق واسع وانتهاء أساليب التدريس التقليدية في الفصول الدراسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *