غزة – المواطن
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة إن ما نشهده من عمليات فردية بدافع فردي، هؤولاء الشبان غالبيتهم ولدوا بعد الإنتفاضة الفلسطينية الثانية ومعظمهم لا ينتموا إلى تنظيمات فلسطينية،ولكن يثأروا لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الأقصى،يثأروا لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدن والقرى الفلسطينية،والشباب الذين قاموا بعمليات في إسرائيل خلال عام 2022 باعترافاتهم قالوا أن ما تقوم به اسرائيل في المسجد الأقصى هو ما حرك مشاعرهم للانتقام.
وأضاف أبو سعدة، لـ”المواطن”، أنه منذ 2015 منذ أن بدأت عمليات الدهس والطعن وعمليات إطلاق النار،هيا عمليات فردية بالدرجة الأولى،عمليات تباركها الفصائل الفلسطينية ولا تتحمل مسؤوليتها،ويبدو أن الفصائل سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة لا تريد أن تذهب الي مواجهة مسلحة مع الاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد عملية السور الواقي التي حصلت في عام 2002 في الضفة الغربية والتي أدت إلي قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإعادة احتلال الضفة الغربية واعتقال آلاف الفلسطينين.
وتابع: “لو عدنا للعملية الأخيرة التي قام بها خيري علقم كما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية، أن خيري علقم هو حفيد الشهيد خيري علقم التي قتل عام 1999 على يد متطرف يهودي والسلطات الأمنية في اسرائيل قيدت القضية ضد مجهول حتى لا تعاقب من قبل خيري علقم جده للشهيد خيري علقم”.
وبين أبو سعدة إلى أننا نشهد عمليات فردية أو كما تسميها إسرائيل “الذئاب المنفردة” وهي نتيجة هذه العمليات أن اسرائيل لا تستطيع توقف هذه العمليات لإنو غالباً الفصائل الفلسطينية جزء منها مخترق وأي عمل بتم التحضير له غالباً ما يتم كشفه أو وقفه قبل تنفيذه، أما ميزة العمليات الفردية وعمليات “الذئاب المنفردة”بالغالب لا يمكن لقوى الأمن أن تحطمها أو تكشفها،لانه اذا أحد الشباب قرر أن ينتقم ويستشهد فلا يمكن وقفه أو وقف تنفيذ عمليته.
وأردف قائلاً، “لماذا لا نذهب إلى انتفاضة مدعومة من الفصائل والقوى الوطنية،بسبب مشكلتين،المشكلة الأولى وهو الانقسام وهذا سبب عدم دعم الفصائل لانتفاضة شعبية، الفصائل بسبب الانقسام فقدت الثقة أمام الجمهور الفلسطيني بسبب حالة الانقسام التي مرت على مدار 16 عام،وبسبب حالة التحريض والتخوين والتكفير هذا أصاب الفصائل بحالة كبيرة من التراجع،والمشكلة الثانية أن هناك تنسيق أمني وإن جمد في المرحلة الأخيرة،وهيا ليس المرة الأولى التي تم تجميده والعودة عنه،فهذا ما كسر ظهر المقاومة في الضفة الغربية.
ويرى أبو سعدة ،أنه في قطاع غزة لا يُخفى عن أحد أن هناك تفاهمات أو تهدئة على الأقل، وبالتالي ما لم يكن هناك قرار من غرفة العمليات المشتركة بالذهاب إلى تصعيد مع إسرائيل تبقى الأوضاع في حالة هدوء،سواء عمليات فردية أو عمليات تتبناها المقاومة،في نهاية الأمر قوانين الطبيعة تقول أن لكل فعل رد فعل،ما تقوم به اسرائيل من احتلال واعتقالات وتهديد هذا يحرك شيء لدى الشباب الفلسطيني.
وأوضح أن ما حصل في الضفة الغربية من كتيبة جنين وعرين الأسود هي بالغالب تشكيلات فلسطينية جديدة،جزء منها لا ينتمي للفصائل الفلسطينية،ونشهد في الفترة الأخيرة تراجع العمل الفصائلي وتنامي وصعود العمليات الفردية والتشكيلات المسلحة التي لا تنتمي للفصائل الفلسطينية.
وفيما يخص “العمليات الفردية” هل من الممكن أن تنتقل من قطاع غزة للأراضي المحتلة، رد قائلاً أن حسب الدراسات %99 من العمليات الفردية يقوم بها شباب غير متزوجين وأعمارهم بين 18-25سنة،شباب ليس لديهم أطفال،وكل من يذهب للعمل في اسرائيل من قطاع غزة هم متزوجين وفوق سن 35سنة و لهم زوجات ولديهم مسؤوليات إجتماعية،وأجهزة الأمن الإسرائيلي تعمل بشكل حثيث على استبعاد من له علاقة في المقاومة،ولذلك من الصعب أن يطبق على فئة العمال أو التجار التي تذهب للعمل داخل اسرائيل،
وتابع: “لكن قد تحدث حادثة من هذا النوع،لكننا نتحدث عن شريحة مختلفة تماماً وهذا ليس مصادف أن تسمح اسرائيل فقط للمتزوجين وفوق سن 35 وعندهم عائلات،وتعرف ظروفهم الاقتصادية وحاجتهم للعمل،وتعرف أيضاً أن هذا الذي يذهب للعمل داخل إسرائيل هو معني بتوفير لقمة عيش لعائلته أكثر من ما هو معني للذهاب لتنفيذ عملية أو الانتقام”.
في سياق آخر فيما يخص المصالحة الفلسطينية قال أبو سعدة،”نأمل أن يتم حل الانقسام لإنه هو سبب تراجع قضيتنا وتراجع التضامن العربي والدولي مع قضيتنا،وكل مرة يتم الحديث فيها عن الموضوع الفلسطيني بتم الحديث على أنه الشعب الفلسطينى منقسمين،سواء الدول العربية أو الاتحاد الأوروبي،حتى نتنياهو يقول أن الشعب الفلسطيني منقسم ونحن مع من نتحدث مع حماس ولا السلطة،وهذا أصبح مبرر لاسرائيل لتتهرب من أي عملية سياسية حقيقية مع الفلسطينين،وأصبح تهرب من النظام الإقليمي العربي الذي أصبح يطبع مع اسرائيل”.
وأكد أنه” على الأقل حتى في ظل الظروف السياسية الصعبة والقاسية التي نمر بها بسبب الانقسام هذا لا يمنع شعب فلسطين تأثر للانتقام بما يحصل من مجازر في فلسطين،بمعنى أن الانقسام هو مشكلة ولن ينهي النضال والكفاح الوطني الفلسطيني ولن ينهي شعلة المقاومة الفلسطينية التي ستستمر ما دام هناك احتلال واستيطان وتهويد”.