فلسطين- المواطن
تمارا حداد.
لم تأتي زيارة بلينكن في هذا التوقيت تحديدا الا من أجل إرسال رسالة للجانب الفلسطيني والإقليمي والدولي انها تساند دولة إسرائيل وتبارك لهم ضمنيا باي خطوة تقوم بها سواء على صعيد الواقع الفلسطيني من استمرار في الاستيطان وتصاعد العنف في الضفة وقمع الأسرى وتهويد القدس والتجهز لحرب مستقبلية سواء محلية وايضا ارسال رسالة إلى الدول الإقليمية بأننا ندعم الاحتلال باي خطوة إقليمية سواء على صعيد خيار الحرب ضد إيران أو على صعيد استكمال المشروع الإبراهيمي.
وفي ذات السياق جاءت زيارته ليضع اللوم على الجانب الفلسطيني بانه المسؤول عن حالة اللاهدوء في الضفة وان عليكم القيام بواجبكم الأمني قسرا مكرهين ولا تفكروا بالحقوق السياسية والوطنية وعليكم الرضا بالأمر الواقع فلا خيار لديكم الا الاستمرار في الوضع الحالي فالقضية الفلسطينية ما هي إلا ملف امني في اصغر وحدة لجيش الدفاع الإسرائيلي .
وهذا الأمر يعكس مدى الانحياز الكلي الأمريكي لصالح الاحتلال فهو لا يفكر الا بتقديم الدعم المالي للاونروا ولا ننسى أن الاونروا ليست مؤسسة فلسطينية بل أممية.
من هنا فالتعويل والمراهنة الخاسرة على الدور الأمريكي كوسيط لعملية السلام وحل الدولتين هو كما يراهن على أن السراب سيتحول إلى حقيقة في رمال الصحراء.
فلم يبقى من السلام الا أحاديث باتت تعلك في الفم ولم يبقى من حل الدولتين الا تأبين الفكرة ووضعها في ذاكرة النسيان امام الاستمرار في الاستيطان وتوحيد القدس الموحدة وإغلاق القنصلية الأمريكية المتواجدة في القدس.
من يتابع الحب الأبوي بين الاحتلال وأميركا يعلم تماما مدى الدعم الذي لا ينتهي بين الجانبين فهناك مشروعا لم يبقى الا القليل لتنفيذه اذا ما ترعرع بديلا يقاوم هذا المشروع الكولونيالي.
جاء بلينكن ليضع اللوم على الجانب الفلسطيني والضغط لإرجاع الامور كما هي إلى التنسيق الأمني وإعادة الهدوء وكأن الوظيفة الحالية للسلطة فقط ترسيخ امن الاحتلال دون إعطاء الحق السياسي والوطني .
وفي ذات السياق يصول ويجول الاحتلال في الأرض دون رادع، فهل هناك ما زال تفكيرا بسيطا نحو الرهان على وهم ووعود.
نحن أمام معركة مصيرية وجودية اما ان يتم اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه واما التثبت والصمود وهذا بحاجة لمقومات فعلية ميدانية جماهيرية وترتيب الوضع الداخلي فالبيت الفلسطيني بات اوهن من بيت العنكبوت امام التفكك والتشرذم الحالي وغياب الرؤية التحررية الفعلية.