رغم أن الأعمال التاريخية والدينية تثير دائما حالة من الجدل عقب الإعلان عنها، فإن الموسم الرمضاني المقبل يشهد عودة قوية لهذه النوعية من الأعمال من خلال مسلسلي “معاوية بن أبي سفيان” و”الإمام الشافعي”، ويتم تصويرهما حاليا للحاق بالموسم.
الفتنة الكبرى
بدأ المخرج طارق العريان قبل فترة تصوير مسلسل “معاوية بن أبي سفيان” الذي كتبه الصحفي خالد صلاح، ويضم العمل كوكبة من الفنانين من الوطن العربي.
يمثل شخصية معاوية بن أبي سفيان الفنان السوري لجين إسماعيل، وذلك بعد اعتذار الفنان الفلسطيني علي سليمان عن عدم تقديمها، بينما تشارك كل من الفنانات أسماء جلال، وعائشة بن أحمد وجميلة الشيحة في شخصيات زوجات معاوية. ويجسد الفنان الأردني إياد نصار شخصية علي بن أبي طالب، وتجسد الفنانة سهير بن عمارة شخصية هند بنت عتبة والدة معاوية.
يتم تصوير المسلسل في أستديوهات “كارتاغو فيلم” بمدينة الحمامات في تونس، إلى جانب بعض المشاهد في شمال تونس وجنوبها في مدن مثل المهدية والمنستير والنفيضة.
تدور الأحداث حول شخصية الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وفترة الفتنة الكبرى في التاريخ العربي الإسلامي والصراعات حول تولي الخلافة بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، ثم تولي علي بن أبي طالب الحكم واستشهاده وتولي الحسن ثم تنازله عن الحكم، وتولي معاوية ويزيد، كما يتطرق أيضا إلى استشهاد الحسين في كربلاء، وأحداث معركتي الجمل وصفين.
تناول وسرد مختلف
تم تقديم شخصية الإمام الشافعي في أكثر من عمل تلفزيوني، أشهرها المسلسل الذي حمل اسمه عام 2007، وجسد شخصيته الفنان إيمان البحر درويش. ويقدم الفنان خالد النبوي شخصية الإمام الشافعي في العمل الجديد، الذي بدأ تصويره بالفعل، وهو من تأليف مريم نعوم وإخراج ليث حجو.
العمل مكون من 15 حلقة، ويشارك في بطولته إلى جانب النبوي كل من نضال الشافعي، وخالد أنور، وأروى جودة، وحمزة العيلي، وأحمد الرافعي، وفرح بسيسو، وخالد القيش، وسلمى أبو ضيف.
ويتناول السيرة الذاتية للإمام الشافعي ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه.
ويعد العمل عودة من الدراما المصرية لتقديم الشخصيات التاريخية والدينية، بعد الهجوم الذي تعرض له قبل عامين مسلسل “الملك أحمس”، الذي قام ببطولته الفنان عمرو يوسف، والذي مُنع عرضه.
وعن تقديم شخصية الإمام الشافعي مرة أخرى رغم وجود العديد من الشخصيات التاريخية والدينية، يقول الناقد الفني إيهاب التركي للجزيرة نت إن وجود زاوية جديدة لسرد تاريخ الشخصية يبرر تقديم عمل جديد عنها، “فالشخصيات التاريخية من الممكن أن تقدم عنها عشرات الأعمال”، ورأى أن الاهتمام بشخصية الإمام الشافعي “إشارة إلى أهميته بصفته صاحب واحد من أهم المذاهب الفقهية في التاريخ الإسلامي”.
خلطة النجاح
صاحب الإعلان عن مشاركة تلك الأعمال في رمضان المقبل جدل واسع، وذلك لتناولها شخصيات من التاريخ الإسلامي، وهو ما يقول عنه التركي إن الجدل يأتي دائما من حقيقة أن التاريخ ذاته غير متفق على تفاصيله بين المؤرخين، و”هو ما يعني أن أي عمل درامي سيتبنى قراءة محددة للتاريخ، وستكون هناك جبهات مع أو ضد التفاصيل التاريخية داخل العمل نفسه”.
ويضيف أن التعامل مع ما يقدمه العمل الفني كحقائق تاريخية يجعل البعض متحفزا ضد الأعمال التاريخية، خاصة إذا لم تتناول أحداثا معينة أو تفاصيل محددة.خلطة النجاح
صاحب الإعلان عن مشاركة تلك الأعمال في رمضان المقبل جدل واسع، وذلك لتناولها شخصيات من التاريخ الإسلامي، وهو ما يقول عنه التركي إن الجدل يأتي دائما من حقيقة أن التاريخ ذاته غير متفق على تفاصيله بين المؤرخين، و”هو ما يعني أن أي عمل درامي سيتبنى قراءة محددة للتاريخ، وستكون هناك جبهات مع أو ضد التفاصيل التاريخية داخل العمل نفسه”.
ويضيف أن التعامل مع ما يقدمه العمل الفني كحقائق تاريخية يجعل البعض متحفزا ضد الأعمال التاريخية، خاصة إذا لم تتناول أحداثا معينة أو تفاصيل محددة.
وعن ميل صناع الدراما إلى تقديم شخصيات في التاريخ الإسلامي، يقول التركي “تتعدد الشخصيات المؤثرة تاريخيا، والمعيار الأهم هو صناعة عمل درامي إبداعي، وليس تقديم حصص في التاريخ بشكل أنيق ومليئة بالمعارك والأزياء لمداعبة الجمهور لأهداف سياسية أو دينية”.
وأكد أن “نجاح الأعمال التاريخية يرتبط بالاهتمام بالمضمون الدرامي والاقتراب بقدر الإمكان من روح الحقبة التاريخية وأفكار الشخصيات المؤثرة، ومحاولة تقديم التاريخ بصورة فنية ورؤية إنسانية بعيدة عن التقديس أو التسطيح، أي تقديم الشخصيات التاريخية بوصفهم بشرا، وتناول الأفكار من دون تعصب، والابتعاد عن شكل المسلسل التاريخي النمطي”.