الكاتب: د. علي الاعور
بعد مرور عامين تقريبا على حرب مايو 2021 بين حماس واسرائيل والتي اتسمت بضبط النفس ومزيدا من الحكمة من قبل حركة حماس تجاه السياسة الاسرائيلية في الضفة الغربية و القدس الشرقية والتي مارست فيها اسرائيل سياسة القتل و الاعتقالات وهدم البيوت و الاقتحتمات المتكررة و اليومية من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة التي يقودها بن غفير وكان اخرها اقتحام بن غفير الشهر الماضي للمسجد الاقصى المبارك في الظلام ومع ساعات الفجر الاولى واخذت كرة الثلج تتدحرج حتى تبني الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش خطة توسيع وتعزيز الاستيطان والمصادقة على بناء اكثر من 18 الف وحدة سكنية ومخططات استيطانية في مطار القدس قلنديا وعلى حدود غزة الا ان صبر حماس بدأ ينفذ وفي تقديري ان حركة حماس تبنت اجندة في السنوات الاخيرة ممثلة في الاقتصاد و الدبلوماسية الاقليمية و الدولية حتى ان حركة حماس قادت الوساطة مع المصريين و القطريين في وقف الحرب الاخيرة بين الجهاد الاسلامي واسرائيل ولم تشارك حماس في المواجهة ذاتها ولكن اصبحت الحرب و المواجهة حتمية وقريبة جدا بين حماس و اسرائيل وهنا يبرز السؤال المهم:
لماذا اصبحت الحرب قريبة بين حماس و اسرائيل ؟ ما هي الظروف و المعطيات الجديدة على الارض التي تدفع حماس الى المواجهة؟
عاشت الاراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية حالة من الغليان و التصعيد و العنف و المقاومة في اطار العمليات الفردية او المقاومة من قبل عرين الاسود وكتيبة جنين وكتيبة بلاطة وما ساهمت به تلك الكتائب من تقوية وتعزيز المقاومة بين الفلسطينيين و الجيش الاسرائيلي واعتماد فكرة البطل القومي وابطال جنين و الخليل و القدس ونابلس الا ان ان تلك المقاومة بقيت في اطار مكانها الجغرافي و لم تصل الى درجة الانتفاضة الجماهيرية في الضفة الغربية في ان واحد.
ولكانت حركة حماس قد تبنت شكل جديد من المقاومة وهو المقاومة الشعبية ولم تشارك بشكل فعال في جنين ونابلس حيث تزعمت حركة الجهاد الاسلامي وفقا للاعلام الاسرائيلي ان حركة الجهاد الاسلامي هي التي تقود المقاومة المسلحة في الضفة الغربية.
ولكن يبدو ان حماس قد بدأت تغير من شكل و اسلوب المقاومة حيث برز ذلك من خلال كتيبة اريحا” خلية” اريحا التي وصفتها المصادر العسكرية الاسرائيلية انها تابعة لحركة حماس و قتل جميع افراد المجموعة سوف يجعل من حركة حماس تغير في الاستراتيجية و الاسلوب الذي اعتمدته قبل سنتين تقريبا.
تبنت حماس المقاومة الشعبية الى جانب تحقيق الازدهار الاقتصادي و التنمية وفك الحصار عن غزة وتوفير اكبر فرص عمل للعمال من غزة للعمل في اسرائيل وتوفير الاموال و العائدات من الازدهار الاقتصادي لتقوية القوة الشرائية و الحركة التجارية في غزة مما ساهم في تخفيف الضغط الاقتصادي عن حركة حماس ولكن يبدو ان السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين في القدس الشرقية و الضفة الغربية و الاقتحامات اليومية و الصلاة للجماعات اليهودية في المسجد الاقصى المبارك جعلت من حماس تعيد النظر في سياستها وسياسة ضبط النفس تجاه اسرائيل و اخر فصول السياسة الاسرائيلية قرار بن غفير هدم بناية في القدس في سلوان و تبني سياسة الضم و نية اخلاء الخان الاحمر.
ان المصادر العبرية الاسرائيلية تتحدث عن تقوية سلاح الردع لدى حركة حماس من صواريخ ومضادات للطائرات و ومنصات تحت الارض لاطلاق الصواريخ على تل ابيب ربما يجعل حركة حماس تفكر الان في المواجهة و الدخول في حرب مع اسرائيل لوقف سياسة اسرائيل وعربدة بن غفير و المستوطنين في الضفة الغربية و القدس الشرقية.
واخيرا اعتقد ان الاستراتيجية الجديدة لدى حركة حماس هي التحالف العسكري و الامني مع حركة الجهاد الاسلامي في فتح حرب كبيرة ضد اسرائيل و الاكتفاء بهذا الازدهار الاقتصادي الذي تعيشه غزة على اعتبار ان الثوابت الوطنية و فلسفة المقاومة و اجندة حماس اصبحت اليوم تقوم على المواجهة و التخلي عن المزايا الاقتصادية خصوصا ان اسرائيل تعمل على تهميش السلطة الفلسطينية و العمل على تدمير مؤسسات السلطة مما يعني تفكك السلطة على المستوى السياسي و تعود حماس مرة اخرى الى الواجهة من خلال توحيد القدس و غزة و الضفة الغربية في حرب مفتوحة مع اسرائيل.