لا يزال الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين الماضي، يتصدّر المشهد حول العالم مع ارتفاع أعداد الضحايا إلى أكثر من 35 ألف وسط دمار هائل طال آلاف المباني.
ومع استمرار عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض، بقي شعور الهلع والخوف من زلازل جديدة، مسيطراً على سكان الدولتين وجوارهما، في ظل تعدد القراءات وصدور دراسات في هذا المجال أشارت إلى تغييرات طرأت على كوكب الأرض نتيجة هذا الزلزال.
تغيّر لبّ الارض
وكان لافتاً في السياق صدور دراسة قبل أيام من الزلزال أكدت أنّ هناك تغيراً كبيراً حدث في اللبّ الداخلي للأرض، وربما يكون قد توقف عن الدوران بشكل مؤقت.
وربطت بعض النظريات بين محتوى الدراسة وبين الزلزال المدمّر.
إلا أن الاختصاصي في علم الزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور طوني نمر أوضح لـ”العربية.نت” “أن لا علاقة للدراسة بالزلازل، ولا رابط بينها وبين ما حصل في تركيا وسوريا”.
التوقّف عن الدوران
واعتبر أن “توقّف اللبّ الداخلي للأرض عن الدوران بشكل مؤقت أمر طبيعي ويحصل دائماً، ولا يؤثّر على حركة الزلازل، كما أن لا علاقة له بظاهرة التغيّر المناخي”.
وتتكوّن الأرض من ثلاثة أجزاء (القشرة والجزء الصلب واللب). واللب الداخلي للأرض تم اكتشافه عام 1936، ويتكوّن من مركز صلب يتشكّل معظمه من الحديد داخل قشرة من الحديد السائل وعناصر أخرى. وعندما يتبلور الحديد من اللبّ الخارجي على سطح اللبّ الداخلي، فإنه يُغيّر كثافة السائل الخارجي ما يؤدي إلى حركات متماوجة تحافظ على المجال المغناطيسي للأرض.
إلى ذلك أشار نمر إلى “أن أشخاصاً يدّعون معرفتهم بعلم الزلازل وتوقيت حدوثها “استغلّوا” خوف الناس لبثّ معلومات مغالطة بهدف الشهرة”.
الأسوأ مرّ
وطمأن إلى “أن المنطقة التي شهدت الزلزال تُعيد تموضعها بعد الزلزال وهي تحتاج لأيام قليلة لتستقرّ، والهزّات الارتدادية التي تُسجّل يومياً في تركيا طبيعية”.
كما قال “يمكننا أننا نُطمئن الناس أن الأسوأ مرّ والهزّات الارتدادية أمر طبيعي”.
يشار إلى أن رئيس المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين البروفيسور كارلو دوغليوني كان أوضح سابقا في تصريح للصحافة الإيطالية “أن الزلزال الأخير تسبب في تحرك جانب من صفيحة الأناضول -التي تقع عليها تركيا- نحو 3 أمتار نحو الغرب”.