كتب شريف الهركلي
سنروي حكاية من الحكايات التي تناغم قوة الذاكرة، التي غيبها النسيان، حاضرة لا تنسى عمالقة الثورة الفلسطينية، بعد مرور الـ33 عام على رحيل علي حسن سلامه”أبو حسن” نستذكره وكأنه مات أمس،
إن عاصفة الثورة تروي الحكايات كيف تدرج في الثورة الفلسطينية حتى أصبح نجم يرعب الكيان الصهيوني،
عمل في ظروف قاسية منتقماً لعذابات شعبنا الفلسطيني.
معظم أعماله
داعبت مشاعر شعبنا، رحل جسداً وبقيت روحه تحلق في سماء الثورة.
ولد علي حسن سلامه “أبو حسن” في العراق بتاريخ 1/4/1941، وتعود أصوله إلى قرية “قولة” قضاء اللد لعائلة شديدة الثراء. وهو ابن المناضل الفلسطيني حسن سلامة، رفيق درب القائد الوطني الكبير عبد القادر الحسيني.
انتقل “أبو حسن” الى القاهرة لإكمال تعليمه هناك، وفي العام 1964 التحق بحركة فتح عن طريق خالد الحسن “أبو السعيد” في الكويت وتسلم هناك دائرة التنظيم الشعبي في مكتب (م.ت.ف). كما ترأس أيضا في العام 1965 اتحاد طلبة فلسطين أيضا في الكويت.
وفي العام 1968، اختير لدوره أمنية في القاهرة، وبعد عودته عمل نائبا لمفوض الرصد المركزي لحركة فتح واستقر في العاصمة الأردنية عمان حتى خرج منها برفقة القائد ياسر عرفات ومنذ ذلك الوقت أصبح ملازما لأبي عمار ومكلفا بحمايته.
وهو أول من تم تعينه قائدا لقوات الـ 17.
في عام 1970 تولى “أبو حسن” قيادة العمليات الخاصة ضد المخابرات الإسرائيلية في العالم انطلاقا من لبنان، وارتبط اسمه بالعديد من العمليات النوعية مثل إرسال الطرود الناسفة من أمستردام إلى عملاء الموساد في أوروبا.
من الذين قتلوا بالطرود ضابط الموساد في لندن أمير شيشوري. وعملية ميونخ التي قامت بها منظمة “أيلول الأسود” التي خطفت عددا من الرياضيين الإسرائيليين وقتلت بعضهم، أطلقت عليه رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير لقب “الأمير الأحمر” فأصبح هذا اللقب يميزه لدى المراقبين السياسيين والإعلاميين للحركة الوطنية الفلسطينية أيضا.
قام ابو حسن باغتيال عددا من ضباط المخابرات الإسرائيلية حول العالم، وكشف عن بعض عملاء الموساد في الوطن العربي، وخصوصاَ لبنان، حيث كان له الفضل في القبض على أمينة المفتي والتي تجسست، لسنوات على الفصائل الفلسطينية في لبنان لصالح الموساد.
رافق علي حسن سلامة القائد ياسر عرفات في زيارته التاريخية للأمم المتحدة في العام 1974.
اغتيل في 22 يناير 1979 بعد أن قام الموساد بعدة محاولات فاشلة لاغتياله،إلى أن نجحت بعد ذلك بتفجير سيارة مفخخة لدى مروره بسيارته على أحد شوارع بيروت.
في ذكراه أتمنى من شعبنا الفلسطيني قراءة تجربته النضالية لأنها تثري العقل والروح وتشفي غليل الفلسطينين.
رحل الفارس وترك لنا وفكره الثوري لنكمل بعده المشوار الوطني الفلسطيني.