المواطن
تعاني بعض النساء من خوف وقلق شبه مرضي من نفاد الأموال وفقدان المدخرات ومن أن تنتهي حياتهن مشردات في الشوارع بلا سقف أو مأوى.
تعرف تلك الحالة بمتلازمة “سيدة الحقيبة” وتعاني منها النساء أكثر من الرجال، لكن لماذا تصاب بعض النساء بتلك المتلازمة؟ وكيف يمكن أن تؤثر على صحتهن العقلية والجسدية؟ وكيف يمكن تجنبها؟
ماذا تعني متلازمة “سيدة الحقيبة”؟
“باغ ليدي” أو “سيدة الحقيبة”، متلازمة جرى تعريفها لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، تصف شعور بعض النساء في منتصف العمر بأنهن سينفقن كل مدخراتهن ويصبحن مشردات بلا مأوى ويحملن ممتلكاتهن المتبقية في أكياس التسوق البلاستيكية، بحسب “يو إس إيه توداي” (Usatoday).
ويعد القلق الشديد بشأن الوضع المالي أمرًا شائعًا جدا بين النساء، وقد كشفت دراسة أجرتها جمعية علم النفس الأميركية عام 2015، أن النساء أبلغن عن مستويات أعلى من التوتر بشأن المال مقارنة بالرجال.
وأظهرت الدراسة التي تحمل عنوان “الإنفاق من صحتنا” أن ما يقرب من ثلث النساء اللاتي شملتهن هذه الدراسة قلقات بشأن الشؤون المالية في جميع الأوقات أو معظمها، وأفاد نصفهن تقريبا بالتوتر في الكفاح من أجل دفع تكاليف أساسيات الحياة.
لماذا تخاف النساء أكثر؟
يخشى الكثير من الناس من عدم القدرة على ادخار ما يكفي من الأموال للتقاعد بحياة جيدة بعد سنوات طويلة من العمل، لكن خوف النساء أكثر من الرجال.
يفسر لانس دراكر الخبير المالي ومؤلف كتاب “كيف تتجنب متلازمة باغ ليدي.. دليل المرأة القوية لراحة البال المالية”، أن هناك اختلافات بين الرجل والمرأة تجعل الأخيرة تشعر بخوف أكبر فيما يتعلق بالأمان المالي أو حتى تعبر عنه.
وفي تصريحاته لـ”فوربس” (Forbes) يقول الخبير المالي ورئيس شركة “دراكر ويلث مانيدجمنت” (Drucker Wealth Management) إن النساء عادة ما يعشن أطول من الرجال، وعادة ما يحصلن على أجور أقل من الرجال، لذا فإن فرصهن أقل في ادخار المال.
الاختلاف الثاني، وفقا لـ”دراكر” أن كثيرًا من النساء يتركن القوى العاملة لفترة من الوقت من أجل الحمل والإنجاب ورعاية الأطفال، مما يؤثر حتما على أمنهن المالي، إضافة إلى حالات الطلاق والترمل التي تجعل المرأة في الوضع المالي وحدها.
ومع ذلك، يعتقد “دراكر” أن بعض الرجال أيضا يشعرون بالخوف من الوضع المالي المستقبلي لكنهم يشعرون في نفس الوقت بصعوبة في الاعتراف بذلك، بينما “ليست لدى النساء مشكلة في قول أنا مرتبكة بشأن الأمور المالية. ولا أثق في أحد”.
كيف يؤثر الخوف عليك؟
يشمل القلق والخوف من الإصابة بمتلازمة “سيدة الحقيبة” النساء من فئات عمرية وحالات اجتماعية واقتصادية مختلفة. ويمتد على مستويات مماثلة بين الأرامل والمطلقات والمتزوجات وغير المتزوجات، لكنه يكون أكثر تأثيرا كلما كان الوضع المالي أصعب أو كانت المرأة معيلة للأسرة.
بحسب مؤسسة “سيلفير سينشري فاونديشن” (Silvercentury.org) يمكن أن يؤدي ذلك القلق إلى تآكل الرفاهية العقلية والجسدية للمرأة، ويضع ضغطا على علاقاتها الإنسانية، ويؤثر على حياتها المهنية، ويجعلها تشعر بالوحدة.
ومن الناحية الصحية، قد تؤثر تلك المخاوف المالية على النوم الجيد ليلا. وقد يؤدي ذلك إلى الإجهاد المزمن وارتفاع ضغط الدم، ويزيد من سوء مشاكل القلب والجهاز الهضمي، ويضعف المناعة ويسبب الصداع النصفي، فضلا عن الإسهام في الاكتئاب والقلق.
ماذا تفعلين؟
عند التوتر أو الخوف، يميل الناس إلى اتخاذ قرارات سيئة قد تؤثر على حياتهم على المدى الطويل. وتقدم شركة التخطيط المالي “كلاريتي ويلث ديفيلوبمينت” (ClarityWealthDevelopment) عددا من النصائح التي يمكن من خلالها تجنب الوقوع في أزمة “سيدة الحقيبة”، منها:
•البدء في تنظيم الإنفاق
الخطوات الصغيرة، مثل إعداد الميزانية وخفض الإنفاق وزيادة المبلغ الذي تدخره المرأة كل شهر وإجراء المراجعات المالية السنوية، يمكن أن تساعد بشكل فعال على الشعور بالسيطرة وامتلاك زمام الأمور، وهو أمر مهم جدا في التعامل مع المال.
•البحث الشخصي والاعتماد على الذات
من الجيد التحدث مع شخص آخر متخصص في الأمور المالية لتأمين الخطط المالية المستقبلية، لكن من المهم أيضا أن تشارك المرأة بنفسها في عملية التخطيط واتخاذ القرارات وهو ما قد يسهم في شعورها بالأمان.
•تجنب الندم
يعتبر توخي الحذر أمرا جيدا في الأمور المالية، لكن التحفظ المفرط بسبب المخاوف من أن تفقد المرأة كل شيء يمكن أن يجعلها تشعر بالندم. ويمكن أن يؤدي التوازن الجيد بين الإنفاق والادخار إلى تخفيف التوتر ومنح الثقة بالنفس.
•التواصل مع المتخصصين
قد تصبح الحياة المالية للمرأة، أحيانا، أكثر تعقيدا مع امتلاكها قدرا كبيرا من المال سواء كان ذلك المال نتيجة العمل أو الميراث أو الأصول. وإذا لم تكن المرأة متأكدة مما يجب أن تفعله أو كيفية إدارة تلك الأموال بمفردها ووجدت نفسها تماطل في اتخاذ القرارات المالية، فيمكن اللجوء إلى مستشار مالي أو محاسب متخصص في إدارة أموالك.
•الحفاظ على العلاقات
الحفاظ على العلاقات الأسرية والأصدقاء، أمر ضروري جدا في حياة المرأة باعتبارهم شبكات الأمان المحيطة بها. ومن المهم التواصل الدائم وتخصيص وقت للعائلة والأصدقاء فقد يكونون حصن الأمان أثناء حدوث مفاجآت غير متوقعة مثل فقدان الوظيفة والأمان المالي.